الربيع العربي ...

الربيع العربي


المقال منقول من موقع الشيخ سعد شرف ... قد يكون متأخرا الا انه اعجبيني...

بقلم سعد شرف....



الربيع العربي ليس حكما متسرعا ولا هوى متبعا ولا إعجابا برأي ، إنما إيجابيات وسلبيات ، مصالح ومفاسد ، مكاسب ومخاطر .
فمن المكاسب والإيجابيات :
1- القضاء على الأنظمة القمعية البوليسية وما رافقها من ظلم واضطهاد
2- إطلاق العنان للفكر والرأي والإبداع  والانتقاد والمعارضة ضمن فضاء من الرأي والرأي الآخر
3- إنهاء نموذج الحاكم الملهم الذي يريد لنفسه أن يكون في نظر شعبه معصوما عن الخطأ والمساءلة
4- فتح الآفاق أمام التنمية الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية بعد أن وصلت إلى مرحلة غير مسبوقة من انسداد الأفق والجمود .
5- إعادة الاعتبار للشباب كونهم محركي النهوض الجماهيري وهم بغالبيتهم مهمشون سياسيا واقتصاديا واجتماعيا بفعل النظم السائدة
6-  إعطاء المرأة العربية دورا أكبر في صنع القرار والمشاركة السياسية بعد عقود طويلة من التهميش .
7- الإسهام في انتهاء نزيف الأدمغة وعودة الكفاءات الوطنية وربما الأهم هو قطع رأس الفساد الذي كلف الاقتصادات العربية خلال نصف قرن ما بين فترة 1950 و2000  أكثر من تريليوني دولار حسب دراسات نشرت قبل الثورات.
ومن المخاطر والسلبيات :

1- زيادة روح الشرذمة بين قوى الثورة ومكونات المجتمع إلى حد الاقتتال والتكفير واستخدام الدين في الاستقطاب كما في النموذج الليبي.
2- الدمار والخراب الذي لحق بالمساكن والمباني والأحياء وتدمير البنية التحتية والمرافق الحكومية التي يحتاج إلى إعادة ترميمها أو بنائها سنين طويله سوف تؤخر بشكل كبير الالتفات للقضايا الوطنية الكبرى كالقضية الفلسطينية
3- الأحلاف الدولية والتبعية الخارجية لدول الربيع العربي لم تتغير ولا يبدو في الأفق أي تغيير فيها لتبقى دول الربيع العربي تدور في نفس الأفلاك قبل الثورة وما نجم عن هذا الدوران والتبعية من آثار على قضايا الأمة الكبرى وخاصة قضية العرب الأولى : القضية الفلسطينية .
4- ضرب النموذج الديني والخيار الإسلامي في وجدان المواطن العربي من خلال فشل أو إفشال الإسلاميين بعد فوزهم سيما أنهم أعلنوا في الدول التي وصلوا فيها للحكم أنهم لن يخرجوا من عباءة التحالفات السابقة ولن يمسوا بأذى الاتفاقيات المبرمة من قبل النظام السابق مع غيره من الدول مما يدفع المواطن العربي إلى التأمل والتساؤل : ما الذي تغير؟
5- دفع قوى الثورة فاتورة دعمهم إبان الثورة من قوى خارجية من خلال عقود طويلة الأجل تسيطر فيها الدول الداعمة للثورة على النفط العربي أو على كثير منه وهو ما يعني استمرارا للحالة السابقة وربما أسوأ منها كون الدول الداعمة هي نفس دول دعم النظام السابق مما يقضي  على أحلام التنمية الاقتصادية الحقيقية في دول الربيع العربي .
6- تفكيك الدولة والمؤسسات والجيش والأمن وتدمير البنى التحتية بفعل مقصود وانتشار السلاح غير المنظم والمقنن بين المواطنين وبكميات هائلة. وانتشار الفوضى في غياب للقانون وإن أخطر ما يمكن تصوره في تلك المخاضات العربية هو تفكيك الدولة ومؤسساتها الخدمية والقانونية والعسكرية والأمنية وتدمير البنى التحتية وانتشار الفوضى والسلاح بين المواطنين .
إن الحديث عن الربيع العربي حديث لا يجوز مطلقا أن يتم عبر بوابة مشرقة وبعيون متفائلة فقط إنما يجب أن يكون الحديث عنه من كافة الزوايا حتى يدرك المواطن العربي كيف يتصرف ومتى ومن يؤيد في خضم هذه الجملة من المفاسد والمصالح أخذا بعين الاعتبار القواعد الشرعية المنظمة في هذه الحالة كقاعدة : يتحمل الضرر الأخف لدفع ضرر أشد وقاعدة : درء المفاسد أولى من جلب المصالح .



تعليقات

  1. finalway
    تحليل جمع بين فن السياسة وفن الزعامة والقيادةوادارة الثورات والقواعد الشرعية لكافة الاحوال كقاعدةان نتحمل الضرر الاخف لدفع صرر اشد
    توفيق قيما سطرت ما بعده توقيث فهما وعرضا

    ردحذف
    الردود
    1. الربيع العربي .. ان شاء الله يضل ربيع ..

      لكن مع كل السواد الي شايفينوا الناس انا شايف في امل لسا و الخير باذن الله جاء ...

      حذف
  2. السلام عليكم...
    تحليل رائع..
    جزاك الله خيرا.

    ردحذف
    الردود
    1. حياك الله اخ بهاء
      هذا التحليل للشيخ الذي احبة سسعد شرف وليس من كلامي ...

      وجزى الله الجميع كل الخير .. ولم اراد بكلامة الخير طبعاً :)

      حذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

النينجا القاتل : قصة منتهى الدموية ... ذو حبكة درامية ضعيفة

عيد العمال العالمي.. عمّال على بطّال

مواطن ملتزم بالقانون : عندما يؤخذ الحق عنوه !